جاء عن الدكتور: كامل مصطفى الشيبي في مقدمة تحقيقه لديوان السهروري، أنه هو: شهاب الدين أبو الفتوح يحي بن حبش بن أمير كا (الأمير الصغير) السهروردي (549- 587 هـ / 1154- 1191 م) صوفي، وفيلسوف، وطبيب، وشاعر، قتل بسبب آرائه الجريئة في عصره ولذلك لقب بالمقتول.
له شعر جيد في العشق الإلهي يُظهر جمال الكلمة وقدرة الشاعر على إبرازها، وهنا نموذج أراه رائعًا لمقدرته على إبراز قوة الكلمة وجمالها في توضيح ما يريد.
1. إليكَ إشاراتي، وأنت الذي أهوى
وأنت حديثي بين أهل الهوى يُروى
2. وأنت مراد العاشقين بأسرهم
فطُوبى لقلب ذاب فيك من البلوى
3. محبوك تاهُوا وتولَّهو
وكل امرئ يصبو لنحو الذي يهوى
4. ولما وردنا ماء مدين نستقي
على ظمأ منَّا إلى منهل النجوى
5. نزلنا على حيٍّ كِرامٍ بيوتُهم
مُقدَّسة لا هندُ فيها ولا عُلْوى
6. ولاحت لنا نار على البُعدِ أُضرِمَتْ
وجدنا عليها من نُحبُ ومن نهوى
7. سقانا وحيَّانا فأحيا نفوسَنا
وأسكرنا من خّيرِ إجلاله عفوا
8. مُدامًا عليها العهد ألاَّ يُسقها
سوى مخلص في الحبِّ خالٍ من الدعوى
9. مزجنا بها التقوى لِتقوى قلوبنا
فيا مَن رأى خمرًا يُمازجها التقوى
10. فهِمْنا وهِمْنا في مُدامة وَجْدِنا
وسِرنا نجر الذيل من سُكْرِنا زهوا
11. شرِبنا فبُحنا فاستُبيحت دماؤنا
أَيُقْتَلُ بوَّاح بسرِّ الذي يهوى
12. وما السر في الأحرار إلا وديعةٌ
ولكن إذا رقَّ المُدام فمن يقوى؟!