الجمعة، 5 أغسطس 2011

ابتهالات

ابتهال للشيخ سيد النقشبندي

الابتهال فن جميل أبدعه حب الإنسان لربه ولرسوله لدرجة العشق، فبنشأة العشق الإلهي والعشق النبوي، وظف الإنسان الكلمة والشعر في نقل هذا الحب في فن يعتمد جمال الكلمة وجمال الأداء من خلال نغمات سماوية تدق شغاف القلوب وتنفذ إليه وتداعبه وتدغدغه فتنقله من حالة السكون واللهو إلى حالة من السكر الرباني يسيح بعدها بنشوة وطرب في رحاب الله ورسوله.
وهنا معنا الشيخ سيد النقشبندي ذو الصوت السماوي وهو يهز الأسماع والقلوب والأرواح بمنتقى الكلمات المضيئة، في الله يالله.
الرجاء اتبع هذا الرابط:

مقدمة كتاب المثنوى لجلال الدين الرومي


للكلمة جمالها البالغ الذي تطرب القلب وتداعب العقل وتنتشي بها الروح، وهي جماع فكر وثقافة واهتمام وميول، وأخيرًا شغف وحب بما نريد أن نتواصل به، وهي نتاج عاطفة باحت بها الحروف، وزينتها المعاني.

وفي مقدمات الكتب المسطورة يضع الكاتب جماع أمره ونتاج فكره ويا حبذا لو كان الكاتب قديرًا متمكنا من أدوات لغته فسينشئ أدبًا رفيعًا وإن لم يكن أديبًا، وسيحير عقولنا في استيعاب ما أنشأ وكيف أنشأ، ويحير أرواحنا في بواطن أسرار حروفه كيف أبدعها وماذا يقصد بها.
وقد وقعت على مقدمات كثيرة جدًا في كتب الأدب واللغة ومختلف العلوم وجدت فيها خلاصة تجربات كاتبها في أسلوب يكاد يكون معجزًا، وكأن خلفه حلاوة الجمال وسِحر الشرق المشهور بجاذبيته وغموضه ووضوحه في آن واحد، وكأن يدًا معجزة تمسح على كل حرف من حروفها بعد أن تمسح على قلب وعقل وروح قائلها وكاتبها؛ ولذلك بهرت الحروف والكلمات المسطورة في كتبها ألباب وعقول المتذوقين للغة في كل زمان.
واليوم نقف مع مقدمة كتاب (المثنوى) للإمام جلال الدين الرومي؛ حيث يقول:
"هذا كتاب المثنوى، وهو أصل من أصول الدين في كشف أسرار الوصول واليقين، وهو فقه الله الأكبر، وشرع الله الأزهر، وبرهان الله الأظهر، ۩ مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ۩، يشرق إشراقًا أنور من الإصباح، وهو جنان الجنان ذو العيون والأغصان، منها عين تسمى عند أبناء السبيل سلسبيلاً، وعند أصحاب المقامات والكرامات ۩ خير مقامًا وأحسن مقيلاً ۩، .. الأبرار فيه يأكلون ويشربون، والأحرار فيه يمرحون ويطربون، وهو كنيل مصر شراب للصابرين وحسرة على آل فرعون والكافرين، كما قال: ۩ يضل به كثيرًا ويهدي به كثيرًا ۩،  وإنه شفاء الصدور، وجلاء الأحزان، وكشَّاف القرآن، وسعة الأرزاق، وتطييب الأخلاق ۩ بأيدي سفرة كِرام بررة ۩، يتمتعون بأن ۩ لا يمسه إلا المطهرون ۩، ۩ تنزيل من رب العاملين ۩، ۩ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ۩، والله يرصده ويرقبه وهو ۩ خير حافظًا وهو أرحم الراحمين ۩، وله ألقاب أُخر لقبه الله تعالى بها، واقتصرنا على القليل، والقليل يدل على الكثير، والجرعة تدل على الغدير، والحفنة تدل على البيدر الكبير".   

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

في العشق الإلهي لشهاب الدين أبو الفتوح يحي بن حبش السهروردي


 جاء عن الدكتور: كامل مصطفى الشيبي في مقدمة تحقيقه لديوان السهروري، أنه هو: شهاب الدين أبو الفتوح يحي بن حبش بن أمير كا (الأمير الصغير) السهروردي (549- 587 هـ / 1154- 1191 م) صوفي، وفيلسوف، وطبيب، وشاعر، قتل بسبب آرائه الجريئة في عصره ولذلك لقب بالمقتول.
له شعر جيد في العشق الإلهي يُظهر جمال الكلمة وقدرة الشاعر على إبرازها، وهنا نموذج أراه رائعًا لمقدرته على إبراز قوة الكلمة وجمالها في توضيح ما يريد. 
1.      إليكَ إشاراتي، وأنت الذي أهوى
وأنت حديثي بين أهل الهوى يُروى

2.      وأنت مراد العاشقين بأسرهم
فطُوبى لقلب ذاب فيك من البلوى
3.      محبوك تاهُوا وتولَّهو
وكل امرئ يصبو لنحو الذي يهوى
4.      ولما وردنا ماء مدين نستقي
على ظمأ منَّا إلى منهل النجوى
5.      نزلنا على حيٍّ كِرامٍ بيوتُهم
مُقدَّسة لا هندُ فيها ولا عُلْوى
6.      ولاحت لنا نار على البُعدِ أُضرِمَتْ
وجدنا عليها من نُحبُ ومن نهوى
7.      سقانا وحيَّانا فأحيا نفوسَنا
وأسكرنا من خّيرِ إجلاله عفوا
8.      مُدامًا عليها العهد ألاَّ يُسقها
سوى مخلص في الحبِّ خالٍ من الدعوى
9.      مزجنا بها التقوى لِتقوى قلوبنا
فيا مَن رأى خمرًا يُمازجها التقوى
10.   فهِمْنا وهِمْنا في مُدامة وَجْدِنا
وسِرنا نجر الذيل من سُكْرِنا زهوا
11.   شرِبنا فبُحنا فاستُبيحت دماؤنا
أَيُقْتَلُ بوَّاح بسرِّ الذي يهوى
12.   وما السر في الأحرار إلا وديعةٌ
ولكن إذا رقَّ المُدام فمن يقوى؟!

تجليات جلال الدين الرومي



يمتد هذا الليل حتى الأبد،
وكأنه نارٌ في باطنِ الرفيقِ تَتَّقد.
أعرفُ صادقًا أنَّ هذا هو الهناءة،
غافلاً أنه الأسى، وافتقار الجراءة. 





الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

دعاء

اللهم يا سريع الرضا
للكلمة جمالها وأسرارها التي يعطيها الله لبعضنا ويحجبها عن الآخرين، فقد تكون فتنة يستخدمها وهو لا يدري، وقد تكون لسان حال الطائعين المتقربين لحضرة الجليل 
وهذا دعاء لأمير المؤمنين سيدنا علي بن إبي طالب يقول فيه:
اللهم يا سريع الرضا.. اغفر لمن لا يملك إلا الدعاء .. فإنك فعال لما تشاء.. يا من اسمه دواء , وذكره شفاء , وطاعته غنى .. ارحم من رأس ماله الرجاء.. وسلاحه البكاء.. يا سابغ النِعَم.. يا دافع النِقَم.. يا نور المستوحشين في الظُلَم.. يا عالماً لا يُعَلّم.. صل على محمد وآل محمد

رابط ألبوم فوانيس رمضان:

فانوس رمضان


فانوس رمضان

ارتبطت صناعة الفانوس الجميلة والمبهجة بمقدم الحاكم المعز لدين الله الفاطمي الذي كان قد أرسل قائده جوهر الصقلي  وأمره أن يبني له مدينة تكون عاصمة للبلاد فبنى له مدينة القاهرة وبنى له الجامع الأزهر ليكون جامعا وجامعة تدرس المذهب الشيعي وبعد أن تم بناء مدينة القاهرة وجامعها الأزهر قدم المعز لدين الفاطمي في موكب عظيم وخرج أهالي القاهرة لاستقباله بالمشاعل والفوانيس وصادف ذلك بداية شهر رمضان عام 362 هجرية وهتافات الترحيب
ومنذ ذلك التاريخ تحول الفانوس الذي كان موجودا قبل هذا التاريخ من وظيفة الإضاءة ليلاً إلى مظهر من مظاهر البهجة والاحتفاء بمقدم شهر رمضان الكريم المبارك في مصر أولا ثم انتشر منها لجميع أنحاء العالم العربي والإسلامي كما لازم هذا الاحتفال ظهور أغان مصاحبة تعبر عن الفرح بمقدم شهر رمضان، وأصبح من أشهر معالم رمضان ومظاهره المحببة إلي الصغار والكبار معا هو هذا الفانوس الرمضاني بأشكاله المختلفة، فلا يكاد يخلو شارع من فانوس ضخم مصنوع من النحاس أو الصاج والزجاج الملون أو من الخشب وورق السلوفان.
صناعة الفانوس
وقد بدأت صناعة الفوانيس منذ العصر الفاطمى تتخذ مسارًا حرفيًا وإبداعيًا فى الوقت ذاته، فظهرت طائفة من الحرفيين فى صناعة الفوانيس بأشكالها المتعددة وتزيينها وزخرفتها، ولم يتشكل الفانوس فى صورته الحالية إلا فى نهاية القرن التاسع عشر وأصبح يُستخدم -إلى جانب لعب الأطفال- فى تزيين وإضاءة الشوارع ليلاً -كما كانت وظيفته الأصلية- خلال شهر رمضان رغم وجود وسائل الإضاءة الحديثة، وارتبطت صناعة الفانوس فى القاهرة الفاطمية بأحياء الدرب الأحمر وبركة الفيل التى اشتهر بها ورشة الحاج محمد بلاغة، وشارع السد بالسيدة زينب؛ حيث اشتهر من الحرفيين أولاد أم إبراهيم، ويسمى الحرفى فى صناعة الفوانيس بـ"السمكرى البلدي" ، ويبدأ الحرفيون فى العمل بعد انتهاء عيد الفطر مباشرة حيث يكون العمل تحضيريًا فقط ويصل إلى ذروته قبل حلول شهر رمضان ببضعة اشهر.
وقد كان الفانوس يصنع من النحاس والزجاج الملون، وعض المعادن الثقيلة كالحديد المطلي، ثم أصبح يصنع هيكل الفانوس جميعه من الصفيح لسهولة قصه وخفته، ويزين بنقوش دقيقة عند قاعدته وقمته، ويعلوه (علاقة) مستديرة لحمله، يليها (القبة)، وتتكون عادة من شرائح رقيقة عديدة قصت لتصطف إلى جوار بعضها بدقة وإتقان، وقد يتدلى من حواف هذه القبة كحلية عدة شرائط مستطيلة تسمى (دلايات). وقد يكون للفانوس باب يفتح ويقفل لوضع الشمع في داخله، وقد يكون دون باب ويحل محله ما يسمى (عرق) وهى قاعدة يسهل فصلها عن الفانوس تسمى (كعب) يعلوها الشماعة ثم ترشق فى الفانوس عقب وضع الشمع مرة أخرى . ويبدأ زجاج الفانوس من مقرنص – شقة البطيخة (مربع أو مدور) – شمسية – بدلاية . ومن الفوانيس ما يصنع أعلى بشرائح مثلثة تسمى (مشطوبة)، يليها زجاج واجهاته.
أشكال الفوانيس ومسمياتها 
تفنن الصانع الشعبى فى إعداد الفانوس فى أشكال شتى وأنماط متعددة لكل منها اسم معين ، وفى الفوانيس كبيرة الحجم كان الحرفى يحرص على تسجيل اسمه عليها ، فمنها ما هو مكتوب عليه (كمال أو طه) . ومن هذه الأشكال ما اختفى واندثر كفانوس (طار العائلة ويسمى أيضاً أبو نجمة – والشيخ على – وعبد العزيز) . وأصغر فوانيس رمضان حجماً يسمى (فانوس عادى أو بز) وهو فانوس رباعى الشكل وقد يكون له باب – ذو مفصلة واحدة – يُفتح ويًغلق لوضع الشمعة بداخله ، أو يكون ذو كعب ولا يتعدى طوله العشرة سنتيمترات ، أما أكبرها فيسمى (كبير بأولاد) وهو مربع عدل وفى أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجماً ، و (مقرنس أو مبزبز كبير) وهو بشكل نجمة كبيرة متشعبة ذات إثنى عشر ذراعاً . ومن الفوانيس ما هو (عدل) ويتساوى اتساع قمته مع قاعدته ، ومنها ما هو (محرود) وتنسحب قمته بضيق نحو قاعدته ومن ثم فقد تعددت أسماء الأشكال الأخرى لفانوس رمضان ، فمنها : مربع عدل – مربع محرود – مربع برجلين - مسدس عدل – مسدس محرود – أبو حشوة (وله حلية منقوشة من الصفيح أسفل شرفته – مربع بشرف (أى له شرفة منقوشة من الصفيح حول قمته) – أبو لوز ويُطلق عليه فانوس فاروق أو فانوس أبو شرف وهو يُشبه فانوس بز لكنه أكبر منه فى الحجم – أبو حجاب – أبو عرق – مقرنص الذى تكون جوانبه على شكل المقرنصات الموجودة بالمساجد – شقة البطيخة (مربع أو مدور) – شمسية بدلاية - البرلمان -تاج الملك، ومن الفوانيس ما يتخذ شكل الترام والقطار والمركب والمرجحية وهذه يعلق بها عدد من فوانيس البز الصغيرة لتدور حولها مشابهة لمراجيح الموالد والمواسم والأعياد، وأحدث هذه الأنواع الشويبسى والشمامة. وتُشير المصادر الميدانية إلى أشكال أخرى كان يقوم بها صناع من القاهرة ثم استقروا فى بورسعيد والإسماعيلية؛ فأصبحت تنسب إلى هاتين المدينتين، وترسل لتباع فى أسواق القاهرة وتخرج فى شكلها عن الطابع التقليدى المعروف إلى شكل فانوس الهواء، وفى كون زجاجها الملون قطعة واحدة كروية أو بيضية مستطيلة حسب تدرج أحجامها، ويسمى أصغرها (سهارى) ثم تتدرج فى الكبر لتسمى على التوالى (فنيار نمرة 3 ، 4 ، 5 ، 7)، وارتبطت أشكال الفوانيس ببعض الأحداث التى تأثر بها الصانع الشعبي، وبخاصة الأحداث المرتبطة بالحرب ضد العدو، فنجد فوانيس فى شكل الدبابة والطيارة و الصاروخ ومنه الخماسى الشكل والسداسى وآخر أُطلق عليه علامة النصر وهو على شكل سبعة رمزًا لعلامة النصر.
وقد ظهرت أشكال جديدة ودخيلة من الفوانيس، والتى يتم استيرادها من الصين وتايوان وهونج كونج، وهى مصنوعة آليًا من البلاستيك وتتخذ أحجامًا تبدأ من الصغير جداً والذى قد يُستخد كمديلية مفاتيح، إلى الأحجام المتوسطة والكبيرة نسبيًا، وتُضاء جميعها بالبطارية ولمبة صغيرة، وتكون أحياناً على شكل عصفورة أو جامع أو غير ذلك من الأشكال التى تجذب الأطفال، ومزودة بشريط صغير يُردد الأغاني والأدعية الرمضانية، فضلاً عن بعض الأغانى الشبابية المعروفة للمغنيين الحاليين. ولا شك أن هذه الأنواع الدخيلة تُهدد الصناعة المحلية التى تميزت بإنتاج الفانوس الشعبي ذي القيم الجمالية الأصيلة والتي تحمل رموز وإبداعات الشعب المصرى عبر التاريخ.
منقول عن:
 بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس
المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار للمقريزي

 لمشاهدة ألبوم صور فوانيس رمضان اتبع هذا الرابط

رمضان كريم

كل عام والعالم أجمع بخير وسعادة
هل هلال رمضان الكريم وبصحبته البركة والخير أجمعين
أعاده الله على الأمة بالخير واليمن والبركات