الخميس، 7 يوليو 2011

أصدقاء حديث القمر







الأحد، 3 يوليو 2011

تجليات جلال الدين الرومي

طوال الليل والنهار، لحنٌ
نيِّرٌ، هادئٌ
غناءُ مزمار،
لو خبا نذوي

تاريخ الحضارة - عوامل النشأة

استكمالا لما بدأته في المرة السابقة سوف أنقل اليوم عن المراحل التي سارت من خلالها المجهودات البشرية العفوية والمقصودة وأدت إلى وجود حضارة وتطور في حياة البشرية.
بداية المجتمع القبلي وهو أول مجتمع عرفته البشرية كان الإنسان الأول فيه يعنى بنقل فكر القبيلة في جميع جوانبها (العادات، والمعتقدات) إلى الأبناء.
وهنا نجد في قصة الحضارة أن إصدار لفظ همجية على الشعوب الأولى في البشرية نابع من حبنا لأنفسنا ولأنانيتنا، وبالتالي فنحن نبخس تلك الشعوب الأولى قيمتها لأننا نحكم عليهم من وجهة نظرنا التي وصلت إلى أوجها مرورًا بكثير من المراحل التي كان أولها هذه الشعوب البدائية التي تعلمنا منها الجود وحسن الخلق؛ وأسس المدنِيَّة التي لم تكن تخلو إلا من تهذيب لأسسها ومقوماتها.
إن تعلم تدبير النار، أهم تغير استحدثته الطبيعة قبل قدوم الزراعة، إن النار الأولى قد أخذت من مصدر طبيعي، مثل نشاط البراكين أو اندفاعات الغاز الطبيعي أو حرائق الغابات.
كان لاستخدام النار نتائج مباشرة حيث إنها وفرت الدفء والنور فضمنت من ثم تأقلم الإنسان مع البيئة الباردة والمظلمة ولو بصورة ضئيلة في البداية، فقد صارت القبيلة قادرة على العيش في مناطق أبرد من ذي قبل، كما سهّلت قليلاً حياتها في المناطق المعتدلة، وسمحت بسكن الكهوف المعتمة ومن ثم بوقاية أفضل من الطقس، كما صار بالإمكان طرد الحيوانات من ملاجئها وإبقاؤها خارجاً، وربما نشأت من هنا فكرة استخدام النار لملاحقة الحيوانات الكبيرة في الصيد.
ومكنت النار الإنسان أيضاً من الطبخ، فصار تناول الطعام أسهل، وزادت موارد الطعام، وبالتالي سهّل نمو عدد السكان قليلاً، وربما حفز الانتباه أيضاً إلى تنوع الحياة النباتية وتوفرها، فكان بداية علم النبات وفن الطبخ.
إن وجود نار الطبخ كمصدر للضوء والدفء يلم الناس من حوله بعد حلول الظلام، ويزيد من وعي المجموعة بنفسها كجماعة مشتركة، فكان لا بد من أن يتكلموا فيما بينهم بطريقة ما، فيتسارع تطور اللغة التي لا نعرف عن أصولها إلا القليل.
نرى إذن أن ظهور النار قد خفّف قليلاً من ضغوط عالم الطبيعة على حياة البشر؛ فصارت الحياة الآن أقل آلية مما كانت عليه، وباتت بعيدة جدًا عن حياة الحيوانات التي لا يحكم سلوكها إلا ما وهبتها الطبيعة من غرائز وجينات.
تلك الحياة الأولى التي خلت من الهموم، كانت لها صعابها؛ والأحياء التي استطاعت أن تجتاز تلك المرحلة في تطورها، أفادت بذلك ميزة كبرى تساعدها في تنازع البقاء، ومن خلال الملاحظات المتكررة لمعيشة الحيوان الموجود في محيط الإنسان الأول عرف كيف يتعلم الادخار والاقتصاد وأن هناك قيمة جديدة يتوجب عليه التفكير فيها والوصول بفكره إلى وجاهتها، وضرورة إعتناقها، فهذا النمل أمام عينيه يعمل جاهدًا طوال فترة الصيف في جمع قوته، ثم لا يكاد يراه طول فترة الشتاء؛ إذًا فهو يدخر قوته ليجده في زمن ينعدم فيه فيلجأ لما ادخره.
هنا تعلم الإنسان الأول معنى جديدًا هو الادخار الذي تطور فيما بعد لمصطلح الاقتصاد، وهذا هو أول ظهور للمدنِيَّة حيث علم أجدادنا أولادهم (فن ادخار ما نستغني عنه اليوم إلى الغد. أو اتخاذ الأهبة للشتاء في أيام الصيف الخصيبة بخيراتها).
وكانوا يستخدمون مخالب الحيوان وأنيابه، ثم قلدوا هذه الأشياء الطبيعية فصنعوا آلات من العظم والصخر، ونسجوا الشباك والمصائد والفخاخ من خيوط الحلفاء والليف لاصطياد الحيوان البري والمائي والطيور.
وبمثل هذا تطورت وسائل ادخار القوت جنباً إلى جنب مع النظم المدنِيَّة، واتحد الناس في غرض جمع القوت وادخاره الأمر الذي أدى إلى قيام الدولة.
لم يكن الصيد والسماكة مرحلتين من مراحل التطور الاقتصادي، بل كانا وجهين من أوجه النشاط التي كتب لها أن تظل باقية في أعلى صور المجتمع المتحضر. لقد كانا ذات يوم مركز الحياة، وهما الآن بمثابة أساسيها الخبيئين؛ إذ يكمن وراء أولئك الصيادين الأشداء كل ما لنا من أدب وفلسفة وفن وشعائر عبادة. وإذن فآخر ما نصل إليه في تحليل المدنية هو أنها قائمة على تهيئة الإنسان لطعامه
كان الصيد أول مهنة امتهنها الإنسان وكان الدافع لها احتياجه للقوت، ومع بداية تعلم فكرة الادخار بدأت تصاحبها بعفوية غير مقصودة فكرة تطور الإنسان وظهور إنسانيته، ثم أصبح يجنح إلى حياة أكثر اطمئنانًا واستقرارًا وأكثر اتصالآ بما حوله من بشر والائتناس بهم؛ فوجد في استئناس الحيوان وتربيته واستكثاره واستعمال خيراته وتعلم ادخارها مجالا جديدًا يستحق العناء والتحول إليه.
ثم اكتشف فلاحة الأرض وعرف كيف يفيد منها ولزم عندها ابتكار أدوات لهذه الحرفة الجديدة، تطورت مع الزمن لتكون آلات كبيرة معقدة.
وجاء الكشف عن النار وتعاونت النار والزراعة على تحرير الإنسان من اعتماده على الصيد إلى اعتماده على حياة أكثر استقرارًا وطمأنينة، ليظهر مع هذه الحياة التواصل بالكلام، وتقليد الطبيعة، ومحاكاتها ورسمها، وبذلك ظهرت أول فنون التخاطب، وأول لوحات المحاكاة.

قصة الحضارة
وهذه مجموعة من الصور الدالة على تطور الإنسانية بدءًا من اكتشاف النار حتى أقدم لوحة فنية في العالم


الرجاء استعمل هذا الرابط
http://s1107.photobucket.com/albums/h382/foudah5/Pictures%20of%20civilization/?albumview=slideshow