آلة العود من الآلات التي احتار المهتمون في معرفة مخترعها وموجدها وقالوا في ذلك آراء كثيرة لا تعتمد على دليل مقنع، واعتمدوا في ذلك على بعض المقولات التراثية التي تناقلها بعض القدماء عن مقولات الأسلاف دونما دليل عليها؛ فمثلا قالوا إن أول من اخترع آلة العود هو (لامك بن متوشاح بن محويل بن عياد بن أخنوخ بن قايين بن آدم عليه السلام)، ومنهم من قال إن أول من صنعه (نوح عليه السلام)، ثم من قال صنعه (جمشيد) ملك من ملوك الفرس وأسماه (البربط)، وغير ذلك من الأقوال التي تماثل ما سبق ذكره.
واتفق بعض الكتاب من العرب والفرس أن العود جاءهم من اليونان، وينسبون صنعه لفيثاغورث، أو أفلاطون.
وزعم آخرين أن أبا نصر الفارابي الفيلسوف صنع عودًا لما مات أبوه.
لكن الدراسات العلمية الحديثة تقول غير ما ذهب إليه الأسلاف فيرجعون تاريخ صناعة العود إلى عصور ما قبل التّاريخ؛ حيث اكتُشفت العديد من الآثار الّتي ترمز إليه خلال التّنقيبات الحفريّة في العراق، ومصر، وتركيا، وإيران.
وقد وقعت الإشارة إلى آلة العود في كثير من المخطوطات حيث ذُكر الموتَّر، والكران، والمزهر، والبربط كآلات موسيقيّة من صنف الأعواد التي استخدمتها القيان في الغناء، وإلقاء الشّعر في فترة الجاهليّة.
ثم بعد ظهور الإسلام، ازدهرت الحياة الموسيقيّة والعلميّة عند العرب بداية من العصر الأموي وحتّى نهاية الخلافة العبّاسيّة وسقوط الدّولة الأندلسيّة؛ فظهر عدد من العلماء العرب الّذين اهتموا بالفكر الموسيقي، وخاصّة آلة العود، كلّ الاهتمام. من أشهرهم : منصور زلزل، والكندي، وأبو نصر الفارابي، وابن سينا، وإخوان الصّفا، وصفيّ الدّين الأرموي.
يعود أقدم أثر لآلة العود للعصر الأكدي في حدود ٢٣٥٠ قبل الميلاد، وهو عبارة عن لوح طينيّ يجسّد شخصًا في حالة جلوس ممسكًا بآلته الموسيقيّة وهي ذات صندوق صوتيّ صغير دائريّ الشّكل وعنق طويل. ويبدو أنّه تمثيل لراع موسيقيّ لوجود حيوان (كلب) أمامه.
ويعيد الباحث محمود أحمد الحفني أصل العود إلى عهد الفراعنة ويشير إلى ثبوت استعمالها منذ أكثر من ٣٥٠٠ سنة، وهو يعتمد على أثر واحد موجود بالمتحف المصري ببرلين (ألمانيا)، أُرجع تاريخه إلى حدود ١٦٠٠ ق.م. وهو عبارة عن عود خشبيّ عثر عليه في قرية طيبة (مصر)، يتكوّن من صندوق صوتيّ صغير فارغ في شكل نصف إجّاصة ومن يد متوسّطة الطّول.
ويبدو أنّ ظهور العود قصير العنق مع تربيع عدد الأوتار يعود إلى الفترة بين القرن الأوّل والسّابع الميلادي وكان ذلك بآسيا الوسطى وشمال شرقي إيران، وقد يكون هو العود الذي عرف بالبربط.
إن أوّل تمثيل يمكن إعادته إلى أسس أصول آلة العود هو عبارة عن رسم جداري لشخص ممسك بآلة تشبه العود بذراعها القصيرة وصنوقها الكبير نسبيّا، وقد عثر عليه في دمشق وهو يعود إلى العصر الأموي (في حدود ٧٣٠م).
لمزيد من الصور اتبع هذا الرابط
http://s1107.photobucket.com/albums/h382/foudah5/The%20magic%20Oud/?albumview=slideshow
تقاسيم على العود للفنان نصير شمه
سماعي بياتي للأستاذ نصير شمة
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=mFzGw8LS0Ccتقاسيم عود مقام بياتي
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=6I_aSktiQtY
تقاسيم روعه فريد الأطرش بتصفيق محمد عبد الوهاب